"منير" ..شاب جامعي من قضاء الخليل ساقته الظروف والاقدار
للتعرف على فتاة زميلة له في الجامعة ، وسرعان ما تحول الانسجام
والاحترام المتبادل بين الاثنين الى مشاعر دافئة توجها منير بالحديث
مع والده المدرّس الذي حاول مراراً اقناع ابنه الوحيد بالزواج
ولكنه كان دوماً يرفض الفكرة من اساسها ..ولكن هذه المرة
عندما فاتحه منير بموضوع زواجه من فتاة يتيمة الابوين وعلى قدر
كبير من الاخلاق والجمال انفرجت اساريره وبدأ الاستعداد لمراسم
الزواج ، وكالعادة كان لا بد من القيام بزيارة تعارفية لأه
ل الفتاة ..وفعلاً تم تحديد ذلك
لقاء بعد عشرين عاماً !
عندما دخل الوالد وابنه وزوجته الى منزل الفتاة قوبلوا
بالترحاب الذي تلاه تجاذب اطراف الحديث المعتاد في مثل هذه
المناسبات ، فبدأ السؤال عن الاسم والعائلة والفصل والاصل ...
وعندما علم الاب بالاسم الرباعي للفتاة اصابته الدهشة والمفاجأة
وتمنى ان يكون الاسم مجرد تشابه في الاسماء ليس الا ..ولكنه تمالك
اعصابه وصمم ان يسأل الفتاة مزيداً من الاسئلة لقطع الشك
باليقين .. فسألها من مواليد اية منطقة هي ؟ ..فأجابته بأنها
من مواليد مدينة اربد الاردنية .. لم يكن والد منير بحاجة الى
توجيه سؤال آخر للفتاة التي اختارها ابنه ...ففي هذه اللحظات
دخلت جدة الفتاة وما ان رآها والد منير حتى اعتلى وجهه الوجوم
... ولم يكن شعور الجدة ليختلف ..صافحها بيد مرتعشة ..لم يستطع
اختلاق عذر مبرر لقطع زيارته المفاجىء ..اصطحب زوجته وابنه
وخرج مضطرباً من المنزل وسط حيرة الزوجة والابن والفتاة .. اما
لم حدث هذا ؟..فإليكم التفاصيل ..
زواج فطلاق ..فحمل !!
في الوقت الذي كان فيه منير لا يزال جنيناً في رحم والدته ، سافر
والده الى الاردن لمتابعة دراسته في احدى الكليات الجامعية في
مدينة اربد واستقر به المقام عند شقيقه الاكبر المقيم في
المدينة ...هناك تعرف والد منير على "فاطمة" ونشأ بينهما نوع
من العلاقة ... لم يخطر ببال والد منير ان هذه العلاقة ستضطره
للزواج من فاطمة ..فهو رجل متزوج حديثاً ترك وراءه في الخليل
امرأة حامل بمولودهما البكر ... لكن تحت ضغط الشقيق الاكبر وجد
والد منير نفسه مضطراً للإنصياع والزواج من فاطمة ..ولم تجد جميع
محاولات والد منير لإقناع شقيقه الاكبر بعدم فرض هذا الامر الواقع
عليه ، خاصة وانه -اي والد منير - متزوج من امرأة تركها
وراءه في الوطن ..لكن إرادة الشقيق كانت هي الفيصل ، فتزوج
والد منير من "فاطمة" وتابع دراسته واستمر بالسكن عند شقيقه
الذي وعده بإبقاء امر زواجه سراً لا يعلم به الاهل في الخليل .
لم يستطع والد منير الذي وجد نفسه متورطاً في زواج تم رغم انفه
تحمل المزيد من ضغوطات ومضايقات شقيقه ، فقرر الهرب والعودة
ثانية الى الوطن بعد ان ترك خلفه ورقة الطلاق لفاطمة التي كانت
حاملاً بالمولودة "هديل".
العجوز تكتم السر
وقبل ان تعي هديل على هذه الدنيا ..حُرمت من مشاهدة امها التي
توفيت بمرض عضال ولم يبق لها بعد والدها الذي عاد الى الخليل
ووالدتها المتوفية سوى جدتها الصابرة التي انتظرت معها في الاردن
قليلاً قبل ان تعود وتصطحب حفيدتها عائدة الى الوطن ونذرت نفسها
لتربية هديل احسن تربية وكانت شديدة الحرص على الاهتمام بتعليم
هديل حتى تحصل على الشهادة الجامعية التي تعينها وتؤمن مستقبلها
..
ولم تشأ جدة هديل البحث عن والد حفيدتها..فالحسرة التي اصابتها
بوفاة ابنتها "فاطمة" جعلتها تحقد عليه وتتمنى ان لا تراه
ثانية واعتبرته في حكم الميت ..وكان كل ما يهمها هو "هديل "
فقط .
وعندما كبرت هديل وسألت عن والدها ..كانت الجدة تخبرها ان والدها
ووالدتها قد توفاهما الله منذ مدة طويلة .. رضيت هديل بقضاء الله
وقدره ولم تعد تسأل عن والديها ... اكملت هديل دراستها
الثانوية بتفوق والتحقت بالجامعة وهناك تعرفت على زميلها منير
الذي وضعه القدر في طريقها ..لتتفتح من جديد جروح ومأساة
حرصت الجدة على اخفائها عن حفيدتها هديل
ميلاد الحقيقة
بعد ان خرج منير ووالده من منزل الجدة سألت هديل جدتها التي كان
يعتري وجهها الوجوم عن سبب التصرف الغريب لوالد منير؟ ..ولماذا
كان سعيداً عند حضوره ... واصبح متجهماً لدى خروجه ...
ايقنت الجدة التي صعقتها المفاجأة ..بأن ما حدث هو بمثابة تحذير
وتأنيب لها بسبب اخفائها الحقيقة عن حفيدتها طيلة هذه السنين
الطويلة ... جلست الجدة وروت لحفيدتها الحقيقة كاملة ..واخبرتها
بأن والد منير هو والدها الذي طلق امها التي كانت حاملاً بها وولى
هارباً الى وطنه تاركاً لها وراءه ورقة الطلاق دون ان يسأل عن
مصير الجنين الذي كانت حاملاً به ... مع العلم ان تاريخ ميلاد منير
هو 23/5/1979 ، وميلاد هديل بتاريخ 22/4/1979..
منقووووووووووووول في 11:41 م, [Email this post to friend] أرسلها ,